الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة لبنان: موجة استنكار تعمّ طرابلس بعد حرق مكتبة "السائح"

نشر في  05 جانفي 2014  (11:40)

شهدت مدينة طرابلس، يوم الجمعة 3 ديسمبر محاولة مشبوهة لتشويه صورتها عبر قيام مجهولين بإحراق مكتبة "السائح" التي يملكها كاهن رعية طرابلس للروم الأرثوذكسية الأب إبراهيم سروج، الأمر الذي أدى إلى موجة استنكار عمّت المدينة. وكان الأب سروج تلقى تهديدات من مجموعات مسلحة في أسواق المدينة، قبل يومين، على خلفية اتهامه بإصدار بيان يسيء إلى النبي محمد، ولكنه أكد أن لا علاقة له بأي بيان، وقام بإبلاغ القوى الأمنية. وفيما أمّت شخصيات طرابلسية مختلفة مطرانية طرابلس للروم الأرثوذكس، تضامناً مع الأب سروج، يقام اعتصام أمام مكتبة السائح، بعد الظهر، بدعوة من هيئات المجتمع المدني. ودان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إحراق المكتبة، رافضاً "أي إساءة إلى مدينة طرابلس وأبنائها"، ومشدداً على أن طرابلس كانت وستبقى مدينة العلم والعلماء". وقال ميقاتي، "نحن أمة اقرأ ونرفض كل تصرف انفعالي يسيء إلى صورة طرابلس". من جهته، أكد رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة أن إحراق المكتبة يخدم أعداء لبنان وطرابلس. وقال "إن إحراق مكتبة الأب إبراهيم سروج جريمة مشبوهة، ومن قام بها يعمل لخدمة أعداء لبنان والعيش المشترك ويأتي عمله المجرم ليصب في ذات التوجه الذي يهدف إلى تشويه صورة طرابلس لإظهارها مدينة للتطرف". وأضاف "إننا نستنكر أشد الاستنكار هذه الجريمة التي يرفضها أهل المدينة، ونطالب القوى الأمنية بتحقيق سريع لإلقاء القبض على المجرمين وكشفهم وإنزال العقوبات بهم". أما المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، فقد اعتبر أن من يقف وراء هذا العمل المشبوه، هدفه "تخريب" العيش الواحد في المدينة. وقال، في بيان، "ارتكبت بعض الجهات المشبوهة، اعتداء بالحرق استهدف مكتبة السائح التي يملكها ابن طرابلس الأب ابراهيم سروج، في منطقة السراي العتيقة في المدينة. وقد سبقت هذا الاعتداء إشاعات مغرضة وكاذبة نسبت للأب سروج دراسة نشرت على الانترنت، تتعرض للدين الإسلامي وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم". وأضاف "الصحيح أن هذه الدراسة كتبها شخص غير لبناني يدعى أحمد القاضي، وهي لا تمت إلى الأب سروج بصلة، وهو الكاهن المفكر ابن طرابلس، الذي عاش فيها حياته بتواصل مع جميع أبنائها، والذي تشهد له أعماله وكتاباته، على احترام القيم والأديان السماوية والتعايش والحوار". واستنكر النائب محمد كبارة "الجريمة التي ارتكبتها عصابات الجهل والضلال بإقدامها على إحراق مكتبة السائح"، مشيراً إلى أنها "إحدى معالم الهوية الثقافية والحضارية لمدينة طرابلس". ودانت نقابة المحامين في طرابلس، "بشدة" إحراق المكتبة "وما فيها من ثروة فكرية وثقافية قيمة"، واعتبرت أن هذا العمل "يخرج عن قيم مدينة طرابلس وأخلاق أهلها ويتنافى والعيش المشترك الذي اتسمت به طيلة تاريخها". السفير